ماذا فعل الجمهور مع فاتن حمامة بعد تقديم أدوار فتاة الليل والزوجة الخائنة؟
كثير من الممثلين يبتعد عن تجسيد الشخصيات السلبية خوفا من رد فعل الجمهور وخسارة الشعبية التي يتمتع بها مثلما رفضت سعاد حسني تجسيد دور الجاسوسة في فيلم الصعود إلى الهاوية وغيرها من الممثلات والممثلين.
الفنانة الراحلة فاتن حمامة استطاعت أن تكسر هذه القاعرة وتقدم تلك النوعية من الشخصيات دون أن تفقد تعاطف الجمهور الذي تعود عليها في الأدوار المثالية والتي تميزت بها منذ بداية رحلتها الفنية.
من الشخصيات السلبية التي قدمتها فاتن حمامة شخصية الفتاة الشريرة في فيلم “لا أنام” مع يحيى شاهين ومريم فخر الدين والتي احترقت في نهاية الفيلم جزاء أعمالها الغير سوية.
كما فاجئت فاتن حمامة الجمهور وقدمت شخصية فتاة الليل في فيلم طريق الأمل مع شكري سرحان ورشدي أباظة ولم يستنكر الجمهور زواجها بالبطل الأرستقراطي في النهاية.
كذلك قدمت فاتن حمامة دور الزوجة الخائنة لأكثر من مرة وبأكثر من مبرر، وتعاطف المشاهدون في كل مرة مع البطلة وصبّوا لعناتهم على الزوج كما في فيلمها الشهير نهر الحب الذي شاركها بطولته عمر الشريف وزكي رستم وهنا صنع المخرج مبرر للخيانة بسبب قسوة الزوج وإهماله.
لكنها في فيلم شيء في حياتي قدمت دور الزوجة الخائنة مع إيهاب نافع رغم شخصية زوجها الطيب والذي يقدس الحياة الزوجية.
جمهور فاتن لم يلتفت للخيانة وإنما حيّا مشاعرها النبيلة التي استيقظت في آخر مشاهد الفيلم وذكّرتها بواجبها كزوجة وأم، فضّحت بحبها وعادت إلى أسرتها من جديد.
وفي فيلمها لا تطفئ الشمس مع عماد حمدي أُجبرت على الزواج من الشاب الأرستقراطي للهروب من مأزق علاقتها العاطفية برجل متزوج، ولكنها لم تستطع إنهاء علاقتها تلك بعد الزواج، فأوجد السيناريو مبررًا لخيانتها وهو أن الزوج شاذ الطباع غريب التصرفات.
وفي رائعة بين الأطلال أحبّت فاتن حمامة، الأديب الذي يكبرها سنًا ولكن زواجه من سيدة مريضة بحاجة إليه أجبرها على الزواج من دبلوماسي يُحسن معاشرتها، ولكنها خانت الزوج بدافع أنه على فراش الموت.
فاتن حمامة تعد الفنانة الوحيدة التي أجبرت الجمهور في كل مرة على رفض مبادئ مجتمعه الشرقي وتقبل الخيانة الزوجية والتصفيق للبطلة الخائنة ويرجع النقاد ذلك إلى شعبيتها الجارفة وحب الجمهور لها فضلا عن أنها قدمت تلك الأدوار بشكل غير خادش للحياء سواء في الحوار أو الملابس.