تدخين السيدات في حفلات “أم كلثوم”.. طقوس لزمن الفن الجميل

تختلف طقوس الفنانين من نجم إلى آخر ليجد سعادته وتفاؤله عبر طقوس معينة ظنا منه أنها سبب فى نجاحه وتألقه فى أعماله التى يقوم بتجسيدها أو تصويرها.

رغم الشهرة والمجد وصيتها الذي وصل من المحيط إلى الخليج وكثرة معجبيها ومحبيها إلا أنها كانت دائما وأبدا قلقة متوجسة متوترة مضطربة هكذا هو الفنان الأصيل المتمكن الذي يحرص على فنه ويخشى علي مستواه وبالتالي كان لكوكب الشرق سيدة الغناء العربي أم كلثوم طقوسها الخاصة التي لا تحيد عنها قبل صعودها على المسرح ومقابلة الجمهور فهي تطمئن على كل كبيرة وصغيرة تشرف علي ترتيب وجلوس العازفين وتحرص على ظهورهم بشكل متناسق متناغم في الأحجام والأطوال.

وترفض أم كلثوم أي عبث في الشكل النهائي لفرقتها فالكل مستعد حريص على مظهره خوفا من اللوم والجزاء وقد وصل بها الأمر في بعض الأحيان الى التوبيخ لمن لا يلتزم بما تطلبه كوكب الشرق، بالإضافة إلى حرصها الشديد على الشكل النهائي للآلات الموسيقية كنظافتها ولمعانها، والتأكيد علي هذه الامور كان الاهم عندها، وما يشغل بالها دائما هو الجمهور وحجم وعدد الحضور، فلم تستطع أن تواجه جمهورها وتظهر على خشبة المسرح الا بعد ان تتأكد تماما من أن صالة العرض قد امتلأت بالكامل بجمهورها المحب فكانت تتلصص عليه من خلف الستار قبل أن تطل عليه علي خشبة المسرح.

وفي حفلات السيدة أم كلثوم كثيرًا ما تجد دخان السجائر يسيطر على المقاعد التي كان يجلس عليها «السميعة» ويعيشون بإحساسهم «حلاوة الحب ومرارة الصبر» وهم ينفثون دخان سجائرهم مع آهاتهم التي تنطلق مع صوت كوكب الشرق.

«في حفلات الست» لم يكن قيام السيدات بـ«التدخين» وإشعال السجائر أمرًا غريبًا في هذا التوقيت الزمني الذي كان يعد طبيعيًا ومسموحًا به، وفي إحدى الحفلات قام رجل بإشعال سيجارته لتخطفها السيدة التي بجواره وتقوم بتدخينها، ويبادر هو بتوزيع السجائر على السيدات الأخريات بهدوء ورُقي شديدين.

وكانت حالة من الجدل سادت خلال الساعات الماضية بعد تصريحات رئيس شعبة الأدخنة بالغرفة التجارية عن فوائد السجائر بالمخالفة للقواعد الطبية التي تحذر من التدخين بوجه عام لمخاطره الكثيرة.

قديمًا كان التدخين أمرًا مسموحًا به في المجتمع، ومن خلال «إعلانات زمان» عن أنواع السجائر المختلفة، شاركت فيها فنانات من زمن الفن الجميل أبرزهن ماجدة التي ظهرت وفي فمها سيجارة، وزهرة العلا، وسامية جمال وغيرهن، وأنور وجدي مع ليلى مراد.

من أشهر مشاهد الفنانة فاتن حمامة التي يتم تداولها عبر السوشيال ميديا مع الفنان استيفان روستي «تشربي إيه ياهانم؟.. كونياك.. برافو.. كونياك مشروب الفتاة المهذبة»، وكان يعد من المشاهد الغريبة على سيدة الشاشة التي كان يغلب عليها أدوار الفتاة البريئة، ولكن فاتن حمامة في أوج شهرتها بالخمسينيات قامت بالإعلان لسجائر اسمها «واسب».

«نفختها طبيعية جذابة» عنوان جاذب لسجائر «أطلس» عبر صفحات إحدى المجلات التي روجت لها الفنانة فاتن حمامة بصحبة المخرج محمود ذوالفقار، شقيق زوجها المخرج عزالدين ذوالفقار.

بصحبة علبة سجائر وسيجارة مشتعلة بين أصابعها، تصدرت الفنانة سميحة أيوب صفحات إحدى المجلات عن أطلس «سجاير كوتاريللي» وهى تبتسم ابتسامة عريضة وتحتها عنوان سميحة أيوب كوكب المسرح.

بين أصابعها أمسكت سيجارة مشتعلة يخرج منها الدخان وهى تبتسم بدلال وثقة، بهذه الصورة خرجت الفنانة هدى سلطان لتعلن عن سجائر أطلس «سجاير كوتاريللي» تحت عنوان هدى سلطان كوكب فيلم الأسطى حسن.

فيلم «الأسطى حسن» عرض عام 1952 قصة الفنان فريد شوقي وبطولته بالاشتراك مع رشدي أباظة، زوزو ماضي، حسين رياض، ماري منيب، إخراج صلاح أبوسيف، سيناريو وحوار السيد بدير.

ولنفس نوع السجائر أطلس «سجاير كوتاريللي» ظهرت الفنانة مديحة يسري وهى تجلس كـ«الملكات» وبين يديها سيجارة مشتعلة ويتصدرها عنوان «إنها لفاخرة».

«وهيبة ملكة الغجر» اسم الفيلم الذي قامت ببطولته الفنانة كوكا عام 1951 من إخراج نيازي مصطفى، وتأليف محمد كامل حسن المحامي، وبطولة عبدالعزيز محمود وشكوكو، واستعانت به شركة أطلس «سجاير كوتاريللي» للإعلان عن منتجها من خلال ظهور كوكا بملابسها البدوية وبين أصابعها سيجارة مشتعلة.

«كيم.. السيجارة الوحيدة التي تناسب أسلوب حياتي» بهذه الطريقة ظهر الفنان العالمي عمر الشريف وبجواره فتاة جميلة وهو ممسكًا بسيجارة مشتعلة وأمامه علبة سجائر كيم وعنوان «سيجارة المذاق السلس والذوق الرفيع».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى